دليل صوم رمضان من القران .. في القرآن والسنة والإجماع رمضان ثابت في سورة البقرة قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ))[البقرة:183

دليل صوم رمضان من القران

وقت الصيام في القرآن

يوجد هنا سؤالان، أحدهما وقت بدء الصوم، والآخر هو وقت انتهاء الصوم.

فأما وقت ابتداء الصوم فقد نص الله عليه بقوله: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ. البقرة الآية  (187) . وكان بعض السلف قد ذهبوا إلى جواز الأكل والشرب ما لم يتضح نور النهار، وقد عد ابن رشد هذا القول شذوذا، وقد أوضح الخلاف في هذه المسألة إيضاحا حسنا فقال ما عبارته: وَاخْتَلَفُوا فِي أَوَّلِهِ، فَقَالَ الْجُمْهُورُ : هُوَ طُلُوعُ الْفَجْرِ الثَّانِي الْمُسْتَطِيرِ الْأَبْيَضِ لِثُبُوتِ ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَعْنِي : حَدَّهُ بِالْمُسْتَطِيرِ – وَلِظَاهِرِ قَوْلِهِ – تَعَالَى – : ( حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ ) الْآيَةَ . وَشَذَّتْ فِرْقَةٌ فَقَالُوا : هُوَ الْفَجْرُ الْأَحْمَرُ الَّذِي يَكُونُ بَعْدَ الْأَبْيَضِ وَهُوَ نَظِيرُ الشَّفَقِ الْأَحْمَرِ، وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ حُذَيْفَةَ وَابْنِ مَسْعُودٍ . وَسَبَبُ هَذَا الْخِلَافِ هُوَ : اخْتِلَافُ الْآثَارِ فِي ذَلِكَ، وَاشْتِرَاكُ اسْمِ الْفَجْرِ – أَعْنِي : أَنَّهُ يُقَالُ عَلَى الْأَبْيَضِ وَالْأَحْمَرِ – . وَأَمَّا الْآثَارُ الَّتِي احْتَجُّوا بِهَا : فَمِنْهَا حَدِيثُ ذَرٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : ” تَسَحَّرْتُ مَعَ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَلَوْ أَشَاءُ أَنْ أَقُولَ هُوَ النَّهَارُ إِلَّا أَنَّ الشَّمْسَ لَمْ تَطْلُعْ ” . وَخَرَّجَ أَبُو دَاوُدَ عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ – عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ – قَالَ : ” كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا يَهِيدَنَّكُمُ السَّاطِعُ الْمُصَعَّدُ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَعْتَرِضَ لَكُمُ الْأَحْمَرُ ” . قَالَ أَبُو دَاوُدَ : هَذَا مَا تَفَرَّدَ بِهِ أَهْلُ الْيَمَامَةِ وَهَذَا شُذُوذٌ، فَإِنَّ قَوْلَهُ – تَعَالَى – : ( حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ ) نَصٌّ فِي ذَلِكَ أَوْ كَالنَّصِّ. انتهى.