تنبؤات كتاب الجفر عن سوريا, الكاتب جعفر عن 2021

وقد كشفت وقائع الأحداث الأخيرة في سوريا، أن العامل الديني لعب دورا محوريا للغاية في ترتيب أوراق النظام وحلفائه على الأرض وبين الناس، فبواسطة هذا العامل أعاد النظام إلى حضنه عددا لايستهان به من المحسوبين على السنة مستفيدا من دعواهم بأنهم “أبناء آل البيت وأحباؤهم”، وجندهم في صفوفه يدافعون عنه وعن إيران، وبفضل هذا العامل تم تغييب شريحة واسعة عن الوعي وتحييدها وجرها إلى أقصى المنطقة الرمادية.
وعلى وقع العامل الديني رسم “الشيخ بسام دفضع” (سنأتي على مفصل تاريخه في الجزء الثاني) صلته بالنظام، وعقد صفقاته معه، بوحي من موقعه كـ”سلطان” للطريقة التي يرأسها، ومسؤوليته عن “حماية” الأتباع والمريدين.
فـ”دفضع” في عيون مريديه ليس سوى نسخة مكررة ومحدثة من أحد أقطاب الرفاعية المتأخرين، ونقصد به “الرواس” المتوفي نحو 1870 م، والذي يصل نسبه إلى”أحمد الرفاعي” مؤسس الطريقة الأكبر، والمتسربل بحلل من ألقاب التفخيم والتقديس.

ومن هذا الاعتبار يقرن مريدون بين صور “دفضع” وشطر بيت لـ”الرواس” يقول فيه: “في الكون يظهر كالضحى سلطاني”، وتتمته: “ويلوح مظهره لأهل زماني// هي نوبة علوية نبوية، أعلى منابر شانها العدناني”، بينما يراه آخرون جديرا بمقطوعة ينشد قائلها:
تحركْ أيا سلطان واحم لنا الحمى/ حمانا بنا راع ونحن العواجز
عاجز وعيان! أيا عيان ناديني/ أنا الفاعل وحامي لمريديني.

وتريق الحرب الدائرة في سوريا دماء مئات الآلاف وتنشر الاضطراب والفوضى في أرجاء الشرق الأوسط. وتخوض قوات إيرانية معارك ضد مقاتلين مناهضين للمذهب الشيعي في دمشق وتتأهب المنطقة لمواجهة آخر الزمان.

تنبؤات كتاب الجفر عن سوريا, ما تنبؤات الكاتب جعفر حصرياً مع موقع القلعة

إذا كان أي من هذه الأحداث يبدو مألوفا للعالم الذي يشعر بالقلق وهو يتابع الحرب الأهلية المدمرة في سوريا.. فإنها تلقى صدى أكبر بين المقاتلين السنة والشيعة على خطوط الجبهة الذين يؤمنون بأن هذا كله ورد في نبوءات الأنبياء.

ومنذ البوادر الأولى لتفجر الأزمة في مدينة درعا بجنوب سوريا وانتشار التوقعات بغرق الشرق الأوسط في بحر من الدم وكثير من المقاتلين على جانبي الصراع يقولون إن هذا المسار مهدت له قبل 1400 سنة أحاديث للرسول محمد تناقلها الصحابة والتابعون.

خبثه وطغيانه وحقده على أهل البيت وشيعتهم
يتفق رواة الأحاديث على نفاقه وسوء سيرته، ومعاداته لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وللمهدي عليه السلام.
والأحاديث التي رواها الجميع عن شخصيته وأعماله واحدة أو متقاربة. كما في مخطوطة ابن حماد ص ٧٦ عن أبي قبيل قال : ( السفياني شر ملك، يقتل العلماء وأهل الفضل ويفنيهم. يستعين بهم، فمن أبى عليه قتله )، وفي ص ٨۰ قال : ( يقتل السفياني من عصاه، وينشرهم بالمناشير، ويطبخهم بالقدور، ستة أشهر )!
وفي ص ٨٤ عن ابن عباس قال : ( يخرج السفياني فيقاتل، حتى يبقر بطون النساء ويغلي الأطفال في المراجل ) أي القدور الكبيرة!
وعن الإمام الباقر عليه السلام قال : ( إنك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس. أشقر أحمر أزرق، لم يعبد الله قط، لم ير مكة ولا المدينة. يقول يا رب ثاري والنار ) ( البحار : ٥٢/٣٥٤ ).
ومن أبرز صفاته التي تذكرها أحاديثه، حقده على أهل البيت عليهم السلام. بل يظهر منها أن دوره السياسي هو إثارة الفتنة المذهبية بين المسلمين وتحريك السنة على الشيعة تحت شعار نصرة التسنن. في نفس الوقت الذي يكون عميلاً لأئمة الكفر الغربيين واليهود.

ومن بين آلاف الأحاديث النبوية التي تواترت عبر الأجيال يتحدث بعض الرواة عن مواجهة بين جيشين إسلاميين كبيرين في الشام وعن معركة كبرى قرب دمشق وعن تدخل من شمال البلاد وغربها.

وعن جابر بن يزيد الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام قال في قوله تعالى : ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَ‌اتِ وَبَشِّرِ‌ الصَّابِرِ‌ينَ ﴾ فقال : الجوع عام وخاص. فأما الخاص من الجوع فبالكوفة، يخص الله به أعداء آل محمد فيهلكهم. وأما العام فبالشام، يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم قط. أما الجوع فقبل قيام القائم، وأما الخوف فبعد قيام القائم ). ( البحار : ٥٢/٢٢٩ ).
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( لابد أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس، ويصيبهم خوف شديد من القتل، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، فإن ذلك في كتاب لبين، ثم تلاهذه الآية : ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَ‌اتِ وَبَشِّرِ‌ الصَّابِرِ‌ينَ ﴾ ( البحار : ٥٢/٢٢٩ ). ووجود هذه الضائقة في سنة الظهور لايمنع أن تكون موجودة قبلها بمدة، ثم تكون في سنة الظهور أشد مما سبقها، ثم يكون الفرج.
أما مدة الفتنة على بلاد الشام، فتذكر الأحاديث أنها طويلة متمادية، كلما قالوا انقضت تمادت وأنهم ( يطلبون منها المخرج فلا يجدونه ) ( البحار : ٥٢/٢٩٨ )، وتصفها بأنها تدخل كل بيت من بيوت العرب، وكل بيت من بيوت المسلمين، وبأنها : ( كلما رتقوها من جانب انفتقت من جانب آخر، أو جاشت من جانب آخر ) كما في ص ٩ و ١۰ من مخطوطة ابن حماد، وغيرها.
بل تسميها بعض الأحاديث صراحة باسم : ( فتنة فلسطين )! كما تقدم عن مخطوطة ابن حماد ص ٦٣