قصة يوم عاشوراء عند الشيعة .. تعَود المسلمون الشيعة في جمهورية دولة العراق وفي بلدان أخرى كل عام على إحياء أعراف عاشوره، ذكرى مقتل الإمام الحسين بجوار كربلاء في القرن الـ7 للميلاد.

ويحكي مؤرخون أن الحسين بن علي بن والدي طالب قام بالتوجه مع رهط من صحبه وأهله إلى الكوفة قادما من الحجاز عام 680 ميلادية، للمطالبة بالخلافة في أعقاب تلقيه صلوات من اهل جمهورية دولة العراق.

قصة يوم عاشوراء عند الشيعة

وقد كان يزيد بن معاوية قد تولى الخلافة عقب مصرع أبيه، الخليفة الأموي الأضخم معاوية بن والدي سفيان.

بل حاكم يزيد في البصرة والكوفة بعث قوة لمجابهة الحسين مع العدد اليسير من أنصاره، الأمر الذي اضطره إلى استكمال السير نحو كربلاء إذ جرت محاصرتهم وحظر الماء عنهم، وبالتالي قتلهم وأسر الحريم والأطفال من أهله وبينهم ابنه، علي زين العابدين، الإمام الـ4 عند الشيعة.

وقد شكلت تلك الحادثة بمقتل الحسين وأنصاره وسبي أهله، منعطفا هاما في تحديد الجانب الذي سارت فوقه عادات الطائفة الشيعية، الشأن الذي أسهم، إلى حاجز عظيم، في إستحداث هويتها.

فطوال الأيام العشرة الأولى من محرم تتم إقامة المجالس الحسينية وتسيّر المواكب لاستذكار الحدث وإظهار تعابير الحزن بالبكاء وصفع الصدور. مثلما تمارس عادات أخرى تشتمل مسرحة الحدث، إذ تتيح عروض في الرياح الطلق تدعى “التشابيه” تحكي فاعليات حادثة كربلاء وتعتبر شخوصها الأساسية وتحضرها أعداد متعددة من الناس.

وتعتبر هذه المجالس والمواكب، من أكثر الأعراف عند الشيعة، حيث يشاهدون أن لمقتل الحسين دوراً في توطيد الدين وديمومة المعتقد، لما يمتلكه من شاهد على الاستقرار على المبدأ والمطالبة بالحق.

 

تحريم الأعراف

 

وقد كانت السلطات العراقية خلال فترة حكم الرئيس الماضي صراع حسين اتخذت أفعال لتقليص مزاولة تلك العادات من قبل المسلمين الشيعة الذين يشكلون الأكثرية السكانية في البلاد.

بل ممارسات التضييق هذه لم تكن الأولى من طرازها في الزمان الماضي، ولقد تعرضت العادات الشيعية إلى مواقف مماثلة في مدد تاريخية سابقة.

ويقول المؤرخون الشيعة إن مناسك العاشر من شهر محرم منعت في قليل من الحواضر خلال فترة حكم المماليك الذين حكموا جمهورية دولة العراق بين منتصف القرن الـ8 عشر إلى الربع الأضخم من القرن الـ9 عشر، لكنها استؤنفت في ما حتى الآن أثناء الحكم العثماني وقتما وقعت الاستانة وثيقة إطمئنان مع الإيرانيين إثر إنقضاء حكم المماليك.

مثلما جرت مساع أخرى للهيمنة فوق منها في مراحل أخرى من تاريخ جمهورية دولة العراق الحوار وخصوصا في العشرينات والثلاثينات من القرن السابق.

ويعتبر التبرير السياسي من أكثر الأسباب التي تحدو بالسلطات إلى اتخاذ أفعال لتقييد هذه الأعمال وحظر تحولها إلى وسيلة ضغط سياسية، لكونها موقف للتعبير عن الاعتراض أو الرفض أو الاحتجاج، وربما تشكل حافزاً للانتفاضات العشائرية والمناطقية.