قائمة تضم اهم رجال ثورة 23 يوليو  … وضع عام من التوجس غلبت على المسيحيين طوال مرحلة ثورة 23 تموز 1952، خاصة أن حركة القوات المسلحة لم تحوي معها إلا قبطى شخص ينتمى إلى الصف الثانى فى الحركة، وهو اللواء أنور عبدالله، ثم تعاظم توتر المسيحيين بعدما استبعدت الثورة رؤساء المنظور من الصفوة القبطية، سواء بينما يتعلق تشريع الصيانة الزراعى أو التأميم، ويفسر ضآلة التواجد القبطى فى تجهيز الضباط الأحرار هو أن ذلك التنظيم أتى على شاكلة المنشأة التجارية التى انبثق منها وهو التأثير التقليدى لجلالة الملك، مثلما كثر بالتنظيم فى بدايته من ينتمون إلى جماعة الإخوان أو جماعة جمهورية مصر العربية البنت ذى الفلسفة المتشددة دينيا.

قائمة تضم اهم رجال ثورة 23 يوليو

لخصت مجلة «المصرى»، مساء يوم ثورة 23 تموز 1952، لسان حال المسيحيين آنذاك، إذ عرضت مقالا بعنوان «النصارى يطالبون بالمساواة والإنصاف عملاً لا قولاً» بلا إبرام لكاتب النص، عن منظمات الشبان القبطى والحزب الديمقراطى المسيحى يقاد من قبل رمسيس جبراوى، وأتى فى مؤكد النص مطالبة النصارى بفصل الدين عن الجمهورية والسياسة ورفع القيود الصارمة المفروضة على إنشاء الكنائس والموجودة حتى حالا، وتمثيل النصارى فى المجالس النيابية بعدد يلائم تعدادهم الفعلى، وأن يصرح بشكل رسمي بإذاعة المناسك الدينية يوم الاحد وعدم التفريق فى الوظائف والترقيات والبعثات، بالفضلا على ذلك الجندية والبوليس، وأن تحظر إدارة الدولة أى دعايات للتفرقة بين المسلمين والأقباط فى جميع الأمور العامة.

أثناء مدة ثورة تموز 1952 كان هنالك شبه نفور وابتعاد من المسيحيين عن الإسهام السياسية، نتيجة عدد محدود من القوانين والقرارات التى نشرها النسق الجديد وأضرت بالأقباط، وفى مقدمتها تأميم مصانع وشركات القطاع المختص وتأميم أراضى كبار الملاك والباشاوات، وتأميم أراضى وأوقاف الكنيسة لأجل صالح الصيانة الزراعى، الأمر الذي أفضى إلى تلفيات فادحة للأقباط.

أفاد واحد من أعضاء زعامة الثورة، فى برنامج «كنت مسؤولا» سنة 2012، أن أعضاء سياقة الثورة وزعامة القوات المسلحة المصرى لم يكونوا متخوفين من وضعية الملك فاروق بالتنازل عن السلطة والحكم بمقدار ما كانوا متخوفين من وضعية المسيحيين في أعقاب تخلى الملك عن الحكم لقيادة الثورة، التى كان أغلب أعضائها من جماعة الإخوان، أن يطلب النصارى الحراسة من السفارات والقنصليات الأجنبية، خاصة الإنجليزية التى كان لها قليل من فرق وقوات مسلحة وقطع أسطول مرابض بجانب قناة السويس.

 

كنت أناقش صديقتى الصحفية- بجريدة وطنى- مريم مسعد، ابنة شيخ الصحفيين مسعد صادق، الذى اعتقل حتى الآن الثورة وفصل من النقابة، وقالت: «والدى مسعد صادق أعتقل نتيجة لـ أراه عن ثورة تموز، إذ طالب بوجود أعمال إصلاحية شاملة دون مفاضلة أو إستبعاد لحرية واحد من»، واستطردت: كان والدى يكتب مواضيع متعددة وجريئة مقابل الإطار وأصدر جرنال «الفداء»، وقد كانت تدعو إلى المساواة ونبذ الشدة والتعصب، و بالنظرً لما أحدثته «الفداء» من دوي ضخم جعل الرئيس الراكب أنور السادات، يأتي ذلك أمر تنظيمي اعتقال أكثر من كاتب من بينهم مسعد صادق.

 

مع أن قليل من المراجع التاريخية شددت ترحيب المسيحيين بقيام ثورة 23 تموز 1952 فى الأيام الأولى، لكن ذاك الترحيب لم يزد عن كونه ترحيبا بروتوكوليا، وليس تعبيرا عن تأييد جلي، ومن أشهر الأشخاص التى أيدت الثورة منذ بدايتها هو سلامة موسى، وكتب مواضيع عديدة موجهة إلى مجلس سياقة الثورة ترحب بالثورة، مثلما كان القمص سرجيوس ممن رحبوا بالثورة، وطالب زمانها بثورة مثلها في نطاق الكنيسة.

 

حركة الضباط الأحرار أدركت التخوف من قبل النصارى وبدأوا بزيارات لمقار الأسقفية بالمحافظات للم الشمل بعد عدة ايام من الثورة لبث خطبة الطمأنة وإثبات حسن النوايا إزاء المسيحيين، مثلما بعث اللواء محمد نجيب، رئيس البلد فى ذاك الزمن، بطاقة تبريك بعيد الميلاد سنة 1953 وبها نموزج لذلك التآخى، مثلما تقبل مجلس زعامة الثورة على إلتماس البابا، فى ذكرى الثورة الأولى، على تم منحه‏ ‏العاملين‏ ‏النصارى‏ ‏فى ‏البلد‏ ‏خمسة‏ ‏أيام‏ ‏عطلة‏ ‏خاصة‏ بأعيادهم، وهى: عيد‏ ‏الميلاد‏،‏ والقيامة‏، و‏الغطاس‏، ‏وأحد‏ ‏الشعانين‏،‏ وخميس‏ العهد، والسماح‏ ‏لهم‏ ‏بالتأخير‏ ‏ساعتين‏ ‏كل‏ ‏يوم‏ ‏واحد من‏ ‏حتى‏ العاشرة‏ ‏في الصباح‏ ‏من أجل حضور‏ ‏القداس.