شعر عن يوم الارض الفلسطيني

شعر عن يوم الارض الفلسطيني ..في 30 آذار / مارس من كل عام، يحتفل الفلسطينيون داخل فلسطين وخارجها بـ “يوم الأرض” لإحياء ذكرى الشهداء الذين استشهدوا نتيجة قمع إسرائيل للمتظاهرين ومعارضة المتظاهرين لمصادرة أراضيهم عام 1976 وإحياء ذكرى الشهداء.

علم فلسطين والخطاب عن أرض فلسطين وتاريخها وأهميتها يذكر بالمناطق الشاسعة التي يسيطر عليها المستوطنون الصهاينة منذ هجرتهم إلى فلسطين، وطالبوا باستعادة هذه الأراضي.

محمود درويش (قصيدة الأرض)

“فى شهر أذار، فى سنة الانتفاضة، قالت لنا الارض/ أسرارها الدمويّة. فى شهر أذار مرّت أمام/ البنفسج والبندقيّة خمس بنات. وقفن على باب/ مدرسة ابتدائيّة، واشتعلن مع الورد والزعتر/ البلدى. افتتحن نشيد التراب. دخلن العناق/ النهائى – اذار يأتى الى الارض من باطن الارض يأتى، ومن رقصة الفتيات-البنفسج مال قليلا/ ليعبر صوت البنات. العصافير مدّت مناقيرها/ فى اتجاة النشيد وقلبى

محمد مهدى الجوهرى (فلسطين الدامية)

“لو استطعتُ نشرتُ الحزنَ والألما.. على فِلسْطينَ مسودّاً لها علما/ ساءت نهارى يقظاناً فجائعُها.. وسئن ليلى إذ صُوِّرْنَ لى حلما/ رمتُ السكوتَ حداداً يوم مَصْرَعِها ….فلو تُرِكتُ وشانى ما فتحت فم/ أكلما عصفت بالشعب عاصفةٌ.. هوجاءُ نستصرخُ القرطاسَ والقلما ؟/ هل أنقَذ الشام كُتابٌ بما كتبوا… أو شاعرٌ صانَ بغداداً بما نظما/ فما لقلبى جياشاً بعاطفةٍ.. لو كان يصدقُ فيها لاستفاضَ دما/ حسب العواطف تعبيراً ومنقصةً…. أنْ ليس تضمنُ لا بُرءاً ولا سقما/ ما سرنى ومَضاءُ السيفِ يُعوزونى…. أنى ملكتُ لساناً نافثاً ضَرما”

قصيدة الأرض محمود درويش

 

في شهر آذارَ، في سَنَة الانتفاضة، قالتْ لنا الأرضُ

أسرارَها الدمويَّةَ. في شهر آذارَ مَرّتْ أمام

البنفسج والبندقيّة خمس بناتٍ. وقَفْنَ على باب

مدرسة ابتدائية، واشتعلن مع الورد والزعترِ

البلديّ. افتتحنَ نشيد التراب. دخلن العناقَ

النهائي – آذارُ يأتي إلى الأرض من باطن الأرض

يأتي، ومن رقصة الفتيات – البنفسجُ مال قليلاً

ليعبر صوتُ البنات. العصافيرُ مَدّتْ مناقيرها

في اتّجاه النشيد وقلبي.

أنا الأرضُ

والأرضُ أنتِ

خديجةُ ! لا تغلقي الباب

لا تدخلي في الغياب

سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل

سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل

سنطردهم من هواء الجليل.

وفي شهر آذار، مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمسُ

بناتٍ. سقطن على باب مدرسةٍ ابتدائية. للطباشير

فوق الأصابع لونُ العصافيرِ. في شهر آذار قالت

لنا الأرض أسرارها.

-2-

أُسمّي الترابَ امتداداً لروحي

أُسمّي يديّ رصيفَ الجروحِ

أُسمّي الحصى أجنحهْ

أُسمّي العصافير لوزاً وتين

أُسمّي ضلوعي شجرْ

وأستلّ من تينة الصدر غصناً

وأقذفهُ كالحجرْ

وأنسفُ دبّابةَ الفاتحين .

-3-

وفي شهر آذار، قبل ثلاثين عاماً وخمس حروب،

وُلدتُ على كومة من حشيش القبور المضيء.

أبي كان في قبضة الإنجليز. وأمي تربّي جديلتها

وامتدادي على العشب. كنتُ أُحبُّ “جراح

الحبيب” و أجمعها في جيوبي، فتذبلُ عند الظهيرة،

مَرّ الرصاصُ على قمري الليلكيِّ فلم ينكسرْ،

غير أنّ الزمان يَمرّ على قَمَري الليلكيِّ فيسقطُ سهواً

وفي شهر آذار نمتدُّ في الأرضِ

في شهر آذار تنتشرُ الأرضُ فينا

مواعيدَ غامضةً

واحتفالاً بسيطاً

ونكتشف البحرَ تحت النوافذ

والقمرَ الليلكيَّ على السرو

في شهر آذار ندخلُ أوّل سجنٍ وندخلُ أوّل حُبٍّ

وتنهمرُ الذكرياتُ على قريةً في السياج

وُلدنا هناك ولم نتجاوز ظلال السفرجلِ

كيف تفرّين من سُبُلي يا ظلال السفرجل؟

في شهر آذار ندخلُ أوّل حُبٍّ

وندخلُ أوّل سجنٍ

وتنبلجُ الذكرياتُ عشاءً من اللغة العربية:

قال لي الحبُّ يوماً: دخلتُ إلى الحلم وحدي فضعتُ وضاعَ بي الحلمُ. قلتُ تكاثرْ!

تَرَ النهر يمشي

إليك.

وفي شهر آذار تكتشف الأرض أنهارها.

-4-

بلادي البعيدةَ عنّي.. كقلبي!

بلادي القريبةَ مني.. كسجني!

لماذا أغنّي

مكاناً، ووجهي مكانْ؟

لماذا أغنّي

لطفلٍ ينامُ على الزعفران؟

وفي طرف النوم خنجر

وأُمّي تناولني

صدرها

وتموتُ أمامي

بنسمةِ عنبر؟