شهد قطاع السيارات في مصر، في الربع الأخير من 2022، انتعاشًا نسبيًا من تداعيات فيروس كورونا الذي أصاب جميع الأسواق، فيما توقعت زيادة مبيعات السيارات في عام 2021 لثلاثة أسباب.

ويدعم هذا الانتعاش نظرة مستقبلية إيجابية للصناعة في عام 2021، بالإضافة إلى الاهتمام الكبير الذي توليه مصر لإطلاق مشروع استبدال السيارات التي تعمل بالبنزين والتنظيم الأخير لمعرض تكنولوجيا السيارات الأول.

وتشير التوقعات إلى زيادة إنتاج السيارات في مصر بنسبة 2. 5٪ في العام الجديد، إلى نحو 70 ألف سيارة، بحسب دراسة أعدها الخبير الاقتصادي أحمد الخلفاوي، توقع خلالها تعافي قطاع التصنيع المحلي من الضربات. للأسواق بعد اندلاع المرض.

توقع خبراء في القاهرة، في تصريحات منفصلة لشبكة سكاي نيوز عربية، زيادة المبيعات، سواء المستوردة أو المجمعة محليًا، بنسبة 15-30٪ بحلول عام 2021.

ثلاث عوامل

توقعات النمو المتفائلة مدعومة بثلاثة عوامل رئيسية: الأول هو الأداء الملحوظ للاقتصاد المصري باعتباره الأقوى بين الاقتصادات الناشئة في عام 2020 والقدرة على التغلب على آثار كورونا بناءً على نتائج خطة الإصلاح الاقتصادي، وكذلك كإجراءات حمائية تتخذها الدولة.

ثاني هذه العوامل هو المشاريع التنموية التي تنفذها مصر، ومشاريع الطرق والجسور الرئيسية والمدن الجديدة التي تزيد الحاجة إلى سيارة جديدة.

وثالثا، مشروع استبدال السيارات القديمة بالغاز الطبيعي، والذي سيكون له تأثير مباشر على قطاع السيارات.

وينتظر قطاع السيارات في مصر تطورات مهمة، مع توجه الدولة لتشجيع وتعزيز سيارات الطاقة النظيفة والوقود والسيارات الكهربائية، وهو اتجاه سيؤثر بشكل مباشر على حجم القطاع في مصر في السنوات المقبلة، بحسب أبات. عبد العاطي رئيس قسم السيارات باتحاد الغرف التجارية.

وذكر عبد العاطي في تصريحات لـ “سكاي نيوز عربية” أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نفسه كان يتابع هذه القضية عن كثب وبشكل مباشر.

وأشار إلى توجه الدولة لتحويل السيارات إلى غاز طبيعي، موضحا أنها تندرج في اتجاه عالمي لدعم الطاقة النظيفة ومحاربة التلوث وانبعاثات السيارات التي ستكون لها آثار بيئية واقتصادية في نفس الوقت.

ويوضح عبد العاطي أن الانتقال إلى الطاقة النظيفة يتطلب سنوات من العمل، خاصة وأن مصر بها عدد كبير جدًا من السيارات القديمة التي تستغرق وقتًا طويلاً لاستبدالها، وهو ما بدأته القاهرة بعد بحث مكثف.

تطورات إيجابية

كان عام 2020 استثنائيًا بكل تفاصيله وانعكاساته على الأسواق في مختلف القطاعات، وشهد قطاع السيارات في مصر نموًا محدودًا مقارنة بالتوقعات السابقة، لكن من المتوقع أن يكون هذا النمو أعلى خلال عام 2021.

أكد ذلك إيهاب المسلمي نائب رئيس شعبة السيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية بالقاهرة.

ويتوقع المسلم، في مقابلة مع سكاي نيوز عربية، أن تصل نسبة الزيادة في مبيعات السيارات في العام الجديد إلى 15٪ مقارنة بعام 2020 الذي شهد أيضًا ارتفاعًا مقارنة بالعام السابق 2019.

تعزز هذه التوقعات تماسك الاقتصاد المصري، الذي سجل أداء إيجابيًا في عام الطاعون، وحقق نموًا استثنائيًا، مما دفع صندوق النقد الدولي إلى رفع توقعات الاقتصاد المصري أخيرًا إلى 2. 8٪ في الأعوام 2020-2021.

في هذا السياق، حدد المسلم عددًا من العوامل الرئيسية التي تزيد من نمو قطاع السيارات في مصر بشكل عام، بما في ذلك معدلات النمو المرتفعة التي حققتها الدولة.

أطلقت مصر سلسلة من المشاريع الجديدة من بينها مدن جديدة وطرق وافتتحت مشاريع جسور، والتي عززت شبكة الطرق ثلاث مرات على مدى 5 سنوات، وتحتاج إلى أسطول من السيارات الجديدة لتغطية احتياجات التنمية في البلاد في المستقبل القريب على حد قول المسلم.

بالإضافة إلى هذه العوامل، فإن اهتمام مصر بقطاع السيارات يأتي في ضوء رغبتها في تعظيم فوائد الغاز الطبيعي وتعزيز تحويل الغاز، في ضوء مبادرة استبدال السيارات القديمة بأخرى جديدة قدمتها الحكومة مؤخرًا والمساهمة في ذلك. للاستبدال. من 70. 000 سيارة في عامها الأول.

استبدال السيارة
يقول حسين مصطفى الرئيس التنفيذي السابق لجمعية مصنعي السيارات المصريين: “يساهم المشروع في حركة ضخمة في سوق السيارات، سواء كان ذلك من حيث الإنتاج أو المبيعات، وبالتالي النمو المتوقع في صناعة السيارات. روش هاشناه تحقق معدلات أعلى من ذي قبل. ”

وأضاف مصطفى، وهو أيضًا خبير في صناعة السيارات، أن المشروع يتضمن استبدال 70 ألف سيارة (بما في ذلك 55 ألف سيارة خاصة وسيارات أجرة و 15 ألف مركبة متوسطة الحجم، اعتمادًا على الأهداف الحكومية) في العام الأول وحده.

في مقابلة مع سكاي نيوز عربية، أشار مصطفى إلى أن “أعداد السيارات القديمة التي يتم استبدالها بأجهزة جديدة من الموديلات الجديدة، والتي تعمل بالوقود الرخيص مع خيارات التمويل، تعد إضافة قوية لقطاع السيارات، خاصة فيما يتعلق به. لشركات تصنيع السيارات المحلية في مصر. محلية الصنع “.

وتوقع أن “هذه المبادرة ستعزز صناعة السيارات في مصر وفي المستقبل القريب ستدفع الاستخدام الكامل للطاقة لماركات السيارات من مختلف العلامات التجارية، بينما العمل الضخم لتلبية المبادرة وتشجيع المزيد من النشاط البدني في مصانع السيارات، مما يؤدي أيضًا إلى للنمو في صناعة علف السيارات “.

وفي السياق ذاته، يشير إلى ما أسماه بـ “بداية التعافي” التي شهدها سوق السيارات المصري نهاية عام 2020، موضحًا أن المبيعات وصلت إلى أكثر من 200 ألف سيارة خلال العام، وهو رقم عرّف بأنه مناسب نسبيًا في ظروف.

وفقًا للبيانات التي أعلن عنها سابقًا مجلس معلومات سوق السيارات (AMEC)، ارتفعت مبيعات السيارات في مصر بنسبة 26 بالمائة. 6 في المائة في أحد عشر شهرًا من عام 2020 لأكثر من 204000 سيارة مقارنة بـ 161000 وحدة في عام 2019.

وبلغت حصة السيارات الخاصة في هذه المبيعات 147 ألفًا مقارنة بـ 112 ألفًا في 2019، بما يعادل زيادة بنحو 31 في المائة من يناير إلى نوفمبر 2020.